Monday, May 14, 2007

ملك وشوية بدو رخاص


ملك وشوية بدو رخاص
* ذكرت جريدة البيان الصادرة في دبي أن خلافا وقع بين الملك عبدالله وباراك خلال قمة شرم الشيخ كاد يؤدي إلى انسحاب الملك من المؤتمر احتجاجا على قلة أدب باراك الذي قال للملك على مسمع من الجميع : أنت ملك على شوية بدو رخاص ... ومع أنني لم أقرأ هذه الواقعة في جريدة أخرى إلا أنني لا اشك بصدق الخبر ولا أظن أن الجريدة قد دسته للإساءة إلى الملك لان الجريدة مملوكة للشيخ محمد بن راشد المكتوم وهو صديق شخصي للملك عبدالله .
* في مسرحية - هاى مواطن- يقول الفنان الأردني القدير موسى حجازين -سمعة- متكلما بلسان رجل الشارع في الأردن.. يقول: لقد علمتنا الحكومة مع الحليب الذي رضعناه من أمهاتنا أن اليهود -عرصات- وتأتى الحكومة اليوم لتقول لنا أن اليهود -حبايبنا-!!
* من المؤكد أن الجندي الأردني الدقامسة الذي أطلق النار على بعض الصهاينة الذين كانوا يشمون الهواء على أرض أردنية اجرها الملك حسين لإسرائيل كان يعيش في الجو النفسي ذاته الذي عبر عنه موسى حجازين في مسرحيته، فالجندي الأردني الذي يتم إلحاقه بالجيش وهو في سن العاشرة لا يعرف من أمور الحياة السياسية والعالم إلا معادلة واحدة وهي أن اليهود عرصات .
* لذا شعرت بالدهشة يومها من قرار الملك حسين بتشكيل لجنة تحقيق مع الدقامسة كلف برئاستها محمد رسول الكيلانى مؤسس جهاز المخابرات في الأردن، وحزنت أكثر لما طار جلالته وزوجته اليزابيث المعروفة بالاسم الحركي نور إلى تل أبيب ليعتذر ويقدم التعازي لأهالي المقتولين وهو ما لم يفعله جلالته حين ذبح الصهاينة النساء والأطفال في -قانا-، وقبلها حين طخ جندي صهيوني -عرص- المصلين في الحرم الإبراهيمي.
* أرجو أن لا يفهم من كلامي هذا أنى ضد السلام .. والله العظيم أنى مع السلام، بل ومع الاستسلام أيضا طالما أن جيوشنا العربية لم تربح معركة واحدة مع إسرائيل، ولكن الذي أطالب به هو البدء بتنفيذ برنامج نفسي وتربوي وسياسي لاقناع الجنود الذين علمناهم أن اليهود -عرصات- بأننا غيرنا رأينا السابق في اليهود إما انسجاما مع النظام العالمي الجديد أو لأننا في الواقع أعرص منهم.
* موسى حجازين ممثل ممتاز ومسرحيته هاى مواطن تعكس نبض الشارع الأردني الذي لم يهضم مسرحية السلام واتفاقيات وادي عربة والتنازل المخزي للنظام الأردني عن الحق العربي في فلسطين وفى الأراضي الأردنية التي يواصل الصهاينة احتلالها بعد تعديل مضحك على صيغة الاحتلال وتحويله إلى تأجير طويل المدى من الباطن!!
* لم أقرأ في حياتي أن بلدا احتلت أرضه يوافق على تأجير الأرض المحتلة للعدو الذي أغتصبها بقوة السلاح، لكن هذه المعادلة دخلت التاريخ على يد المفاوضين الاردنيين، ليس لأنهم أغبياء وحمير لا سمح الله وانما لأنهم ببساطة ... عرصات!!
* أنا لا أتفق مع موسى حجازين في أن اليهود عرصات.. فهم - على الأقل - ربحوا كل المعارك العسكرية ضدنا رغم انهم أربعة ملايين ونحن - ما شاء الله - مائة مليون عرص.
* أتمنى على الصحف الأردنية أن تنشر ما قاله باراك عن الملك والشعب الأردني " أنت ملك على شوية بدو رخاص " فقد يستفز ذلك بعض النخوة الضائعة في الأردنيين فيطردوا سفير الكيان من أراضيهم .... قد يستفز ذلك المدعو غازي عبيدات الذي وقف على منصة البرلمان دون خجل قبل أيام ليقول للفلسطينيين الذين يشكلون ثلاثة أرباع سكان الأردن : من لا يعجبه البلد فليرحل .... قد يستفز ذلك بعض ضباط الجيش الأردني فيأمروا جنودهم بتصويب المدافع الرشاشة على الصهاينة وليس على أطفال مخيم البقعة .
* الأردنيون بعد هذا ليسوا " بدو رخاص " .... الأردنيون ينتمون إلى قبائل عربية معروفة لها عبر التاريخ صولات وجولات والدقامسة لم يهبط على الأردن من المريخ ... الدقامسة أنجبته فلاحة أردنية من الشمال .... أهل الشمال سطروا ملاحم في مقاومة المستعمر الفرنسي والإنجليزي تذكرها كل كتب التاريخ .... والجنوبيون رسموا خريطة المنطقة كلها يوم كانت بلاد الشام كلها تدار من مدينة الكرك .
* الأردنيون ليسوا " بدو رخاص " .... لكن الذين حكموهم وكلهم للأسف من الغرباء بدءا بكلوب باشا ..... وانتهاء بالملكة اليزابث والفريق سميح البطيخي هم الذين أعطوا عنهم هذا الانطباع الذي جاهر به باراك عامدا متعمدا بقصد إهانة الملك الشاب الذي نتوقع منه أن يرد الإهانة ..... ولو بطرد سفير الكيان من عمان .... فهل يفعلها !!

ملوك وشيوخ


ملوك وشيوخ
* علمونا في المدارس ان الملك الاردني طلال كان مجنونا وأن الشيخ شخبوط حاكم أبو ظبي كان بخيلا يكنز عائدات النفط نقدا في شوالات تحت فراشه ... وأن السلطان سعيد حاكم سلطنة عمان كان يحرم على مواطنيه وضع النعال في أرجلهم ولهذا تم استبدال طلال بابنه الملك حسين ... وشخبوط بأخيه الشيخ زايد ... وسعيد بأبنه قابوس ... والعجيب ان بريطانيا هي التي قامت بتنفيذ هذه التغييرات والتعيينات وهي التي روجت ما سبق وذكرناه عن الحكام الثلاثة.
* قرأت قبل فترة كتاب عن الامير عبدالله وشرق الاردن يعتمد في مصادره على وثائق سرية للمخابرات الانجليزية تم الافراج عنها مؤخرا بسبب مرور خمسين عاما عليها ...فلم أقرأ في هذه الوثائق كلمة واحدة عن جنون الملك طلال ...فكل الرسائل السرية التي خرجت من عمان الى المخابرات البريطانية ووزارة المستعمرات ووزارة الخارجية البريطانية تصف طلال بأنه شخص ذكي وخطير ويكره الانجليز ويقرب العناصر الوطنية الاردنية منه وتوصي هذه الرسائل بابعاد طلال عن عمان حتى لا يتسلم مقاليد الحكم ... بل وتؤكد كل هذه الوثائق المخابراتية السرية عن أن خلاف طلال مع ابيه الملك عبدالله حاكم شرق الاردن يعود لعدة اسباب منها احتجاج طلال على تبذل والده وعلاقته الجنسية غير المشروعة بعبدة تركية اسمها ناهدة كان يعاشرها عبدالله في مخيمه قرب ماركا معاشرة الازواج ثم احاطة عبدالله نفسه بعدد من المرتشين الفاسدين وبعدد من الضباط الانجليز ومنهم كلوب باشا.
* أما شخبوط حاكم ابو ظبي فقد عرفته شخصيا وكنت التقيه دائما في مكتبة القدس في مدينة العين حيث كان الشيخ يمر يوميا على المكتبة لشراء الصحف والمجلات ... وشخبوط رجل مثقف عاش في اوروبا وكان يكره الانجليز وكل ما اشيع عنه غير صحيح وكان الهدف منه طرده من الحكم وتسليم المشيخة لاخيه زايد الذي رهن المشيخة الى الشركات الانجليزية ... ولم يكن شخبوط بخيلا ولكنه كان يعرف حدود وقدرات واحتياجات بلده ... فعندما عرضت عليه بريطانيا بناء محطة اقمار صناعية رفض العرض لانه كان يعلم ان هدف بريطانيا هو استنزاف عائدات النفط من خلال مشاريع لا يحتاجها سكان المشيخة وقام العقيد الانجليزي بطس بمحاصرة قصر شخبوط واجباره على مغادرة المشيخة وتسليم الحكم للشيخ زايد الذي سارع الى تعيين العقيد بطس مستشارا عسكريا له ... ولم يكذب زايد خبرا فقد فتح مزاريب المشيخة على الشركات البريطانية التي نهبت عائدات النفط اولا بأول ... يكفي ان نعلم ان الشركات البريطانية تقاضت المليارات على مشروعات الطرق والدوارات ... وكانت تقوم بهدمها واعادة بنائها بشكل دوري بحجة تغيير أنظمة المرور ... بل وبنت هذه الشركات مدينة كاملة من ناطحات السحاب قرب النادي السياحي ثم قامت بهدمها بحجة انها نسيت بناء المجاري وانابيب الصرف الصحي بل وبنت في الامارات ثلاث محطات للاقمار الصناعية منها واحدة في رأس الخيمة مع ان حاكم المشيخة - كما كتب جلال كشك من قبل - لو وقف فوق سطح قصره لتمكن من مخاطبة شعب المشيخة ولسمعهم وسمعوه.
* وما قلناه عن شخبوط ... نقوله عن السلطان سعيد ... فهذا الرجل كان مثقفا ومطلعا وأكثر الناس دراية بالانجليز وكان يعلم في قرارة نفسه انهم يريدون سرقة السلطنة واستبدال الاستعمار العسكري باستعمار اقتصادي ... لذا قاوم مخططاتهم فعزلوه ... بعد أن كلفوا ولده قابوس الذي تلقى التعليم العسكري في كلية ساندهيرست في بريطانيا القيام بالمهمة ... تماما كما فعلوا مع الملك طلال الذي عزلوه بعد شهرين من توليه الحكم وجلبوا ولده حسين من كلية ساندهيرست وسلموه الحكم وطلقوه من ابنة عمه دينا وزوجوه من انجليزية يهودية هي أم الملك الحالي عبدالله.
* هل كتب علينا نحن العرب ان ننتظر خمسين عاما لمعرفة حقيقة ما جرى ويجري في بلادنا بعد تكرم وزارة الخارجية البريطانية بالكشف عن ملفاتها السرية !! وهل سنقرأ بعد خمسين عاما أن قيام حمد بالانقلاب على ابيه خليفة في قطر لم تكن اكثر من عملية مخابراتية انجليزية اسرائيلية لها علاقة بأنابيب الغاز القطري الذي سيتم تصديره لاسرائيل ... ومحطة الجزيرة التي وجدت لتصب السم في العسل وتلعب على الحساسيات والاقليميات بين العرب وهي سياسة انجليزية قديمة ومعروفة.
* هل كتب علينا الانتظار خمسين عاما لمعرفة ما دار في القصر الاردني من مخططات تزعمتها الانجليزية جيل البطيخي زوجة رئيس المخابرات الاردنية سميح البطيخي انتهت بعزل الامير حسن لصالح ملك شاب ثلاثة ارباعه انجليزي !!
* حتى افقر الدول واكثرها تخلفا في ادغال افريقيا بدأت تسير على خطى الحرية والثورة والعدل والمساواة والتحرر من سيطرة الاجنبي ومقاومة الانظمة الديكتاتورية ومحاربة الفساد والتسيب والاختلاس والرشوة .... فمتى تصل الينا هذا العدوى والى متى سنظل عبيدا في بلادنا ..... يا ناس !!

رئيس الوزراء الاردني .... قواد !!


رئيس الوزراء الاردني .... قواد !!
* في كتابه " تواطؤ عبر الاردن " وفي صفحة رقم ستين يصف المؤلف " دان رفيف " مراسل شبكة التلفزيون الامريكية سي بي اس في لندن الظروف التي احاطت بتعيين الطبيب البيطري فوزي الملقي رئيسا للوزراء في الاردن بمجرد ان تولى الملك حسين سلطاته الدستورية كملك خلفا لابيه الملك طلال ... يقول المؤلف ان فوزي الملقي كان سفيرا للاردن في لندن عندما كان ولي العهد الملك حسين يدرس في كلية هارو .
* يقول المؤلف :" كان دبلوماسيون اردنيون مراؤون من سفارة الاردن في لندن يصلون الى مدرسة هارو بسيارات فاخرة لاخذ الامير حسين الى حي كنغستون بلندن وهناك فقط وفي الخفلات الدبلوماسية والحفلات التي كان الارستقراطيون يقيمونها كان يشعر حسين بأنه امير حقا ولاحظ السفير الاردني فوزي الملقي بأن حسينا يفضل الوسكي والنساء الجميلات والسيارات السريعة على الدراسة فعمل على تلبية تلك الاحتياجات ... لقد اكتسب الملقي صداقة الامير واصبح فيما بعد رئيسا لوزراء الاردن " ." انتهى الاقتباس ".
* بكلمة اخرى ... عمل السفير فوزي الملقي بوظيفة قواد للملك وهذا اهله لان يتولى رئاسة الوزارة في الاردن رغم انه كطبيب بيطري لم يكن مؤهلا لشغل اية وظيفة دبلوماسية ... وقد تولى فوزي الملقي المنصب خلفا لتوفيق ابو الهدى الذي كان رئيسا للوزراء انذاك وحكاية هذا الرجل - اي توفيق ابو الهدى - اكثر غرابة يرويها ناصر الدين النشاشيبي في كتابه " سنوات في مصر " في صفحة رقم 401 والنشاشيبي من اهم المصادر التاريخية التي يعتمد عليها في هذه المواضيع لانه كان الناطق الرسمي باسم الملك عبدالله ومن اهم موظفي الديوان الملكي الاردني قبل ان يهاجر الى مصر ليشغل وظيفة رئيس تحرير لجريدة الجمهورية وكان صديقا شخصيا للملك حسين الذي قلده قبل وفاته - وفاة الملك -اعلى الاوسمة الاردنية .
* في شهر يوليو عام 1956 وجد رئيس الوزراء الاردني توفيق ابو الهدى مشنوقا في حمام منزله ... وتكتم القصر على الجريمة ولكن اخبارها تسربت الى الناس وتعددت التفسيرات ... فالقصر اعلن ان رئيس الوزراء قد انتحر ... بينما قالت مصادر المعارضة ان الامير نايف عم الملك حسين هو الذي كتف رئيس الوزراء وشنقه حتى يبدو الامر انتحارا بسبب دور رئيس الوزراء في استبعاد نايف بعد عزل اخيه الملك طلال واختيار حسين ابن طلال ملكا بدلا من عمه الذي كان وصيا على العرش ويرى نفسه احق بالحكم .
* اما ناصر الدين النشاشيبي فيشير الى سبب اخر تقشعر له الابدان حيث يقول : " ان العلاقة الخاصة والمثيرة للفزع والشك مع الدهشة والتي كانت تشد ابو الهدى الى كريمته الوحيدة سعاد قد ارغمته في نهاية العمر على ان يودع الحياة " .
* كلمات ناصر الدين النشاشيبي لا تحتمل اكثر من تفسير لانها تتهم صراحة رئيس الوزراء باقامة علاقة " مثيرة للفزع والشك " مع ابنته وان هذه العلاقة هي التي دفعته الى الانتحار .... ومرة اخرى اقول : ان كاتب هذه الكلمات ليس شخصا عاديا او طارئا ... فهو صديق شخصي للملك حسين وكان من اهم موظفي الديوان الملكي الاردني في عهدي مؤسس المملكة عبدالله ثم في عهد الملك حسين نفسه .
*الكتابان " تواطؤ عبر الاردن " و " سنوات في مصر " موجودان لدى دائرة التوزيع في عرب تايمز لمن يرغب بالحصول عليهما للتأكد من صحة هذه الروايات ... وهذه ليست دعاية لدائرة توزيع الكتب وانما للتنبيه بأن هذه الكتب لن يجدها القاريء العربي في الاسواق العربية لانها تتضمن الكثير من الفضائح التي تمس الحكام العرب ... وهذه عينة فقط .
*أنا مواطن اردني ... ولد وعاش وتعلم في الاردن ... ومع ذلك فان ما اعرفه عن تاريخ الاردن المعاصر لا يزيد عما نشره سليمان الموسى من كتب وهذا الرجل هو المؤرخ الرسمي الحكومي للقصر ولن تجد في كتبه مهما قلبتها اشارة واحدة الى رئيس الوزراء القواد الذي تولى منصبه كرئيس للوزراء لانه عمل قوادا للامير الشاب الذي اصبح فيما بعد ملكا ... ولن تجد اشارة واحدة الى العلاقة " المثيرة للفزع والشك " التي دفعت برئيس وزراء اردني اخر الى الانتحار ... والرجلان " القواد " و " الديوث " تزعما وحكما المملكة في اهم واخطر مراحلها التاريخية .
* قد تجد مثل هذا " القواد " وذاك " الديوث " في قصور عربية اخرى غير القصر الاردني ... لكن مكتبات العواصم العربية تغص بعشرات الكتب التي تؤرخ لهؤلاء وتتحدث عن فضائحهم وادوارهم التاريخية المشبوهة ... اما في الاردن فالمواطن الاردني محروم من الاطلاع على تاريخه المعاصر لان التاريخ المقرر في المدارس والجامعات وضعه رجل منافق اسمه سليمان الموسى .... ولما وجدوا نسخة من كتاب تاريخي عنوانه " الخيانة العربية الكبرى " في مكتبة ليث شبيلات وهو من ابرز السياسيين في الاردن حكموه بالسجن ثلاث سنوات فقط.
* هناك اشياء كثيرة في الاردن غير مفهومة ... فالملك حسين قتل مئات الفلسطينيين في مجازر ايلول بتهمة انهم ينتمون الى احزاب ومنظمات شيوعية كافرة ومع ذلك انفق الملك مئات الالوف من الدنانير على مؤتمر للشيوعية الدولية عقد في عمان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مع ان كوبا نفسها رفضت استضافة هذا المؤتمر .والاردن كان ولا يزال يندد بالارهاب والارهابيين والمنظمات الارهابية ومع ذلك تبين ان "كارلوس" المتهم دوليا بأنه اخطر ارهابي في العالم كان يقيم في احد ارقى احياء عمان وكان يحمل الجنسية الاردنية التي منحها له الملك حسين قبل ان يطير كارلوس الى الخرطوم ويعتقل هناك ويسلمه السودانيون الى فرنسا لمحاكمته .
*ويوم امس ... وصلني بالبريد الالكتروني نص البيان الذي اصدرته جماعة ابو نضال والذي يرد على رئيس المخابرات العراقية ويكشف اسرار مقتل صبري البنا في بغداد ... المثير للدهشة في هذا البيان القول ان صبري البنا دخل العراق عبر مطار عمان بعد ان قام رئيس المخابرات الاردنية سميح البطيخي شخصيا باستصدار تأشيرة زيارة لصبري البنا مع ان البنا محكوم في الاردن بالاعدام بسبب مسئولية جماعته عن قتل الدبلوماسي الاردني " نائب المعايطة " في بيروت .

المخابرات الاردنية و " وطن "


المخابرات الاردنية و " وطن "
كتب : اسامة فوزي
فقعت من الضحك وأنا أقرأ تصريحات الزميل طارق مومني مدير تحرير جريدة " الرأي الأردنية " والتي ذكر فيها ان طلبة الجامعة الأردنية الذين تظاهروا يوم أمس في الجامعة لتأييد العراق قد ضربوا مندوب الجريدة ومصورها وكسروا كاميرا التصوير بعد أن عبثوا بالفيلم وذلك على أثر مواجهات دارت بين الطلبة المتظاهرين " الأصوليين " – كما ذكر – ومجموعة من " وطن " وهو اتحاد جديد للطلبة يرفع شعار " الأردن أولا " .
والسبب في استغراقي بالضحك هو أن الصحافة الأردنية وبالتحديد جريدة الرأي ... مثلها مثل جهاز المخابرات في الأردن ... لم يدركا حتى اللحظة أن الزمن قد تغير وأن الضحك على الذقون لم يعد يصنع " وطنا " أو " مواطنا " وأن قيام " طارق المومني " بإرسال مصور الجريدة إلى حرم الجامعة لالتقاط صور المتظاهرين لا يخلو من شبهة لان الصور ستحط على مكتب عقيد في المخابرات سيتولى بعد أيام مداهمة بيوت هؤلاء الطلبة واعتقالهم وتعذيبهم في زنازين المخابرات ... وفي سجن الجويدة سيئ الذكر ....وكان الأولى بطارق مومني ان يبعث بمصور الجريدة إلى مدينة معان ليصور أبطال الجيش الأردني ونسوره وهم يقتحمون بيوت الأردنيين بدل أن تقوم بالمهمة الصحافة القطرية وتلفزيون شيوخ قطر .
ما حدث يوم أمس في الجامعة الأردنية نسخة طبق الأصل لما كان يحدث أثناء دراستي فيها في أواخر السبعينات .... طلبة يتظاهرون فتقوم المخابرات بتحريك عناصرها في الجامعة والصحافة للتظاهر المضاد ... فتدور اشتباكات وتلتقط للمتظاهرين الصور وتتم الاعتقالات وتنتهي بالفلقة .... إلى آخر السيناريو الذي وصفه بدقة الدكتور هشان البستاني في مقاله الممتاز الذي كنا نتمنى أن ينشره طارق المومني في الرأي الأردنية بدل أن ينشر في مجلة لبنانية .
طبعا خبر المظاهرة لن ينشر في جريدة الرأي .... ولعل هذا يدفعنا إلى توجيه التساؤل التالي لطارق مومني : أنت تعلم انك لن تكتب في جريدتك سطرا واحدا عن مظاهرة الطلبة في الجامعة فلماذا إذن بعثت بالمصور لالتقاط الصور للطلبة المتظاهرين ؟ ومن سينتفع من هذه الصور ؟ ولماذا كان مصورك يركز على وجوه قادة المظاهرة ووجوه الطلبة الذين يهتفون ضد إسرائيل ؟
لنترك ظاهرة العمل الاستخباراتي الصحافي السائد في الأردن والذي تمثله للأسف صحافة " السحيجة " لنتحدث قليلا عن " تكتيك " جهاز المخابرات الذي يتخذ من حرم الجامعة الأردنية بشكل خاص والجامعات الأردنية بشكل عام ميدانا لنشاطه .
سأحلق شاربي – وقد حلقته فعلا – إن لم يكن جميع أعضاء " وطن " من موظفي المخابرات الأردنية ... وهذا تكتيك معروف عن الجهاز وطريقة عمله ... فقد جند الجهاز مجموعة من الطلبة بمرتب شهري وسيلتحق هؤلاء بعد التخرج بالجهاز كضباط تحقيق وستكون مهمتهم الأساسية التحقيق مع زملائهم السابقين على مقاعد الدراسة ... ومهمة موظفي " وطن " الحالية في الجامعة ليس الدراسة وانما كتابة التقارير غن زملائهم ... وافتعال المعارك وفبركة المسيرات بما يتفق والأوامر الصادرة من " فوق " .
وبغير هذا الفهم لن يحل الطالب الأردني في الجامعة الغاز " وطن " ولن يجد الطالب في الجامعة الأردنية إجابة عن سؤال يرد على خاطره وهو : الطلبة " الأصوليون " تظاهروا لدعم العراق فمن داس على طرف " وطن " حتى يتظاهروا ضد " الأصوليين " وهل شعارات " وطن " لا تتحقق إلا بغزو العراق .
بادئ ذي بدء ... أشك أن يكون المتظاهرون من " الأصوليين " كما ورد في الخبر الذي وزعه طارق مومني على وكالات الأنباء واتهام المتظاهرين بأنهم من " الأصوليين " يهدف إلى تقزيم وتشويه المسيرة الطلابية ودمغها بالإرهاب ليسهل اعتقال الطلبة وضربهم في زنازين المخابرات وسجن جويدة .
وحتى لو افترضنا جدلا أن الذين تظاهروا في الجامعة مطالبين بعدم الاعتداء على العراق هم من " الأصوليين " فما علاقة زملائهم الطلبة في " وطن " بالأمر ... ولماذا هذا الحماس في تسيير مظاهرة مضادة ترفع شعارات " هاشمية " فضلا عن صور الملك بخاصة وان " الأصوليين " لم يطالبوا في مسيرتهم بإسقاط الملك ولم يتهموا الملك بالتآمر على العراق .
واذا كان من حق الطلبة في الجامعات الأمريكية التظاهر ضد الرئيس بوش ورفع شعارات مؤيدة للعراق ... فلماذا لا يكون للطلبة الأردنيين نفس الحق ؟
مشكلة الشباب في " وطن " هي ذاتها مشكلة الشباب في " الاتحاد الوطني الأردني " وهو اتحاد شكلته المخابرات الأردنية في الجامعة الأردنية في أواخر السبعينات وكان هدفه كتابة التقارير وتخريب أية ندوات أو أمسيات أو محاضرات أو مسيرات معارضة لإسرائيل أو لممارسات الحكومة ... وتبين لنا بعد التخرج أن جميع أعضاء الهيئة العامة للاتحاد كانوا ضباطا في المخابرات ومنهم من عاد إلى الجامعة بعد التخرج وهو " يقزدر " بين الطالبات متباهيا بالمسدس الذي يحمله .
المخابرات الأردنية تتحمل مسئولية أساسية في تخريب العمل الطلابي في الأردن وزرع عناصرها بين الطلبة من طراز جماعة " وطن " سيؤدي إلى مجزرة كتلك التي ارتكبتها المخابرات في جامعة اليرموك وذهب ضحيتها عشرات الطلبة وأدارها عقيد في المخابرات كان يتولى انذاك إدارة مكتب مخابرات اربد ... وهو – لسخرية القدر – موجود حاليا في مدينة هيوستون ويعمل أجيرا في كازية .
نسيت أن أقول لكم أن عشرات من كبار الضباط الأردنيين المتقاعدين يعملون في أمريكا بمهن من هذا الطراز ... وان جميع الذين يبيعون " الورد " على دوارات واشنطن هم من الضباط الأردنيين ... من رتبة رائد وطالع .
هل هذا هو " الوطن " الذي يريده أعضاء عصابة " وطن " في الجامعة الأردنية ؟

الجيش ومعان وأشياء اخرى

* عندما اندلعت مجازر ايلول في الاردن عام 1970 بهجوم دبابات الجيش الاردني التي كانت تتمركز في معسكر مدينة الزرقاء على شوارع المدينة ومخيماتها وشوارعها واسواقها شاهدت بأم عيني دبابات الجيش الاردني ومجنزراته ومدرعاته تعود في المساء الى المعسكر وهي محملة بالثلاجات والغسالات والتلفزيونات بعد ان استباح الجنود والضباط المدينة .
* كنت اسكن يومها في معسكر الزرقاء وكان جارنا العميد محمد ادريس " ابو انيس " الذي عينه الملك حسين قبل يومين من المجزرة حاكما عسكريا لمدينة الزرقاء كما كان اللواء محمد خليل عبد الدايم " ابو مأمون " قائد الجيش الاردني جارنا ايضا ولا زلت اذكر كيف رجع " ابو مأمون " الى منزله في مساء اليوم الثالث للمجزرة ليجد ان احدى الدبابات قد قتلت " البستنجي " الذي كان يعمل في حديقة منزله لمجرد انه فلسطيني ولم يتمكن " ابو المأمون " من فعل شيء رغم انه كان قائدا للجيش فقرار الغزو واستباحة المدينة كان يتخذ في القصر وينفذ من خلال رجال الملك ... ولعل ابو المأمون – ان كان لا يزال على قيد الحياة – يتذكر هذه الواقعة ومدينته هذه الايام " معان " محاصرة بمدرعات الجيش الذي كان قائدا له ومستباحة من قبل الجنود تماما كما استباحوا من قبل مدينة الزرقاء .
* تذكرت " ابو المأمون " و" ابو انيس " و" ابو نيازي " و" ابو عاهد " والجندي وطارق علاء الدين والعشرات من جيراننا من جنرالات الجيش الاردني وانا اتابع عمليات النهب المنظم التي تتعرض لها الجامعات والبنوك والشركات والمستشفيات العراقية ... ولفت نظري ما قالته استاذة في جامعة الموصل لمراسل محطة الجزيرة القطرية حيث ذكرت انها تسكن في مداخل الموصل وانها شاهدت " لوريات " محملة بغرباء تدخل الى المدينة وتقوم بعمليات النهب ... فمن هم هؤلاء ولمن تتبع هذه اللوريات ؟
* عندما بدات مجزرة ايلول في الاردن واندفعت دبابات ومجنزرات الملك من المعسكر حيث كنا نسكن الى المدينة التي تفصلها عن المعسكر سكة للحديد ...تسمرنا في بيوتنا انتظارا لما سيجري وكان بامكاني مشاهدة المعارك في المدينة وتحديدا في منطقة " الغويرية " بحكم وقوع منزلنا على رأس التلة في معسكر الجيش وكنا نخشى من اجتياح فدائي للمعسكر وفقا لما زعمه الجيش واحتضنت احدى غرف المنزل عشرات الرصاصات التي كانت تطلق من المدينة على المعسكر ردا على اطلاقات الجيش وحومت قذيفة مدفعية فوق بيتنا وانغرست في الارض الترابية قرب المنزل دون ان تنفجر .
* في اليوم الثالث او اليوم الرابع من المجزرة اصبح بامكاني الخروج من البيت والتجول في المعسكر للاطمئنان على الجيران واحوالهم وكلهم من ابناء العسكريين ... وعلى مقربة من باب المعسكر المطل على السوق التجاري للمدينة اصابني الذهول ... فالدبابات والعربات العسكرية كانت تعود من المدينة الى المعسكر من بوابته الرئيسية وهي محملة بالثلاجات والغسالات والتلفزيونات ... لقد استباح الجيش الاردني مدينة الزرقاء الاردنية ... وكانت " المسروقات " تنقل الى المعسكرات ... كانت جميع محلات الصرافة والبنوك والمخازن التجارية في المدينة قد نهبت ليس من قبل السكان او من قبل الجيش الاسرائيلي وانما من قبل الجيش الاردني .
* العجيب ان الحكومة الاردنية انكرت ولا تزال تنكر ان يكون الجيش هو الذي ارتكب هذه الجريمة وقد تكون الحكومة قادرة على اقناع الاخرين الا انا ... فقد كنت شاهد عيان على ابشع جريمة ارتكبت امامي ... وكانت تلك نقطة تحول في حياتي وفي نظرتي للنظام الحاكم في الاردن ... نظام يأمر قواته المسلحة باستباحة المدن الاردنية بعد ثلاث سنوات فقط من هروب هذا الجيش من الضفة الغربية دون قتال ...وتكررت الماساة في مدينة اردنية ثانية حيث لا تزال مدينة " معان " محاصرة بدبابات ومجنزرات الجيش الاردني الباسل .
* ومع اني كنت اعيش في معسكر الجيش الا اني لم اتعرف على ضابط واحد من الضباط الذين قادوا عملية النهب والغزو ممن كانوا يقودون الدبابات والمجنزرات التي تحمل المسروقات ... وعرفت فيما بعد ان الجنود والضباط الذين انطلقوا من معسكر الزرقاء لاستباحة المدينة هم من الاعراب والبدو الذين احضرهم الملك حسين الى المدينة قبل بدء المجازر وكان هذا من اسباب هوان المدينة عليهم فقد استباحوها دون ان يردعهم خلق او تمنعهم عقيدة تماما كما فعلت وتفعل القوات الاردنية التي تحاصر الان مدينة معان في جنوب الاردن فليس بين الجنود والضباط الذين يحاصرون معان جنديا واحدا من معان .... ولم يكن بين الجنود الذين اقتحموا الكرك ايام ثورة الخبز جندي واحد من سكان الكرك .
* ترى : هل تكررت الحكاية في المدن العراقية بخاصة وان استاذة في جامعة الموصل قالت ان منزلها يقع في مدخل الموصل واضافت انها رأت " لوريات " محملة بالرعاع تدخل الى المدينة وتقوم بعمليات النهب والسرقة والسطو على الجامعات والبنوك والمستشفيات .
* مراسل محطة الجزيرة القطرية " محمد السيد محسن " قال ان اللصوص الذين سرقوا البنوك هم من المتطوعين العرب ممن يتخذون المزارع القريبة من الموصل اماكن للتجمع ... وهذا امر مثير للدهشة فعلا ... فالمتطوعون العرب كما فهمنا وكما شاهدناهم على شاشات الفضائيات قبل الحرب هم من الاصوليين والاسلاميين الذين ذهبوا الى العراق طلبا للشهادة .. فمن افتى لهم بأن دخول الجنة لا يتم الا عبر خزائن مصرف الرافدين في الموصل ؟
* البعض يقول ان اللصوص هم من فلول حزب البعث الحاكم وانهم فعلوا ذلك حتى يظهروا للناس الفرق بين الامن في عهد صدام حسين والامن في عهد الاحتلال الامريكي لكن اخرين يحملون اكراد الشمال المسئولية واذا كان هذا صحيحا فمن سرق بغداد اذن وليس فيها " اكراد " وماذا عن سرقة البصرة ؟
* الجيش الاردني نهب مدينة الزرقاء الاردنية واستباحها كمكافأة من القصر حتى يكون لدى الاعراب من جنود الملك ما يقاتلوا من اجله ... فما الوازع الذي دفع الاف العراقيين كي يسرقوا وطنهم على النحو المخجل الذي رأيناه ونراه هذه الايام على شاشات التلفزيون ؟
* جاري عجوز امريكي من جورجيا ... التقيته يوم امس وهو يقص الحشيش في حديقة منزله ... دعاني الى كوب من الشاي الساخن المعطر بالزعتر قال انه اشتراه من خان الخليلي في القاهرة التي زارها العام الماضي وبعد ان اثنى على الشعب المصري وطيبته بشكل خاص والشعب العربي بشكل عام قال لي ان حفيده يقاتل في العراق ... وبعد ان ابدى تأثره من منظر شاهده على التلفزيون لعجوز عراقي كان يصفع صورة لصدام بحذاءه وهو يصرخ ويبكي بشكل هستيري قائلا : انه قتل اولادنا ... انظروا ماذا فعل في العراق ؟ مال جاري العجوز على اذني وسألني : هل يكره العراقيون رئيسهم الى هذه الدرجة ام انها حكاية لفقتها الاستخبارات الامريكية ؟ ثم قال : لو دخل الجيش الامريكي الى اي عاصمة عربية اخرى فهل سيستقبل كما استقبل في بغداد ؟
* قلت له : كن على ثقة يا " ابو جيمس " - وهو يعجب كثيرا بمناداتي له على هذا النحو - ان هناك مئات الالوف من العواجيز العرب يحسدون العجوز العراقي لانه تمكن اخيرا من ان يصفع وجه الرئيس في العاصمة التي تربع الرئيس على عرشها 35 عاما ... قلت له ان جميع الحكام العرب ارتكبوا بحق شعوبهم جرائم لا تقل عن الجرائم التي ارتكبها صدام بحق الشعب العراقي ... مع تفاوت في النسبة والدرجة تبعا لعدد السكان ... ومقدار الثروة ... وحجم النصب والدجل الذي يمارسه الحكام على شعوبهم .
* قلت له ان عجوزا اخر من دولة عربية ثورجية قال لي يوم امس انه لو دخل الجيش الاسرائيلي الى العاصمة العربية الثورجية لخرج سكانها يستقبلون هذا الجيش بالورود لانه سيحررهم من الذل والهوان الذي يتجسد في شخصية الرئيس ورجاله ... وسيكون الرئيس اول من يهرب من عاصمته تماما مثل صدام حسين .... ولن يترك لشعبه الا اصنامه وتماثيله ورسوماته وبوستراته التي تغطي ثلاثة ارباع الشوارع والحدائق والساحات .... وسيترك لهم الفقر والجوع الذي رأيناه على وجوه العراقيين الفقراء في مدن العراق .
* قلت له : انا من مواليد الاردن ... والجيش الاردني لم يكسب معركة واحدة ضد اي عدو اجنبي ... لكنه استأسد في مجازر ايلول فقتل الالاف من المواطنين الاردنيين ونهب المدن الاردنية ... واقتحم مؤخرا مدينة معان برا وجوا ولا زال يخضعها لحصار كالذي خضعت له بغداد .... قلت له ان زنازين سجن المخابرات في عمان والمحفورة تحت الارض لا تقل " روعة " عن زنازين سجن ابو غريب في بغداد ... اما سجن " الجويدة " فقد جربه الصحفيون والبرلمانيون الاردنيون قبل ان يجربه المواطنون العاديون ... قلت له ان معتقل الجفر الصحراوي لا تعيش فيه حتى السحالي والجرذان .
* قلت له : ان هروب الجيش العراقي بجنرالاته وجنوده ليس حكرا على العراق ... ففي كل حروبنا – نحن العرب - مع اسرائيل هرب جنرالاتنا وجنودنا ... وحول حكامنا الهزيمة الى انتصار عبر الاذاعات وشاشات التلفزيون ولم نسمع يوما ان جنرالا منهزما قد استقال او حول الى المحكمة او اعدم ... الضفة الغربية كلها احتلت ولم يستشهد ضابط اردني واحد ... والذين استشهدوا في الحرب كلها هو 19 جنديا بعضهم قاتل عن قناعة شخصية واستشهد والبعض الاخر قتل عن طريق الخطأ .
* ما حدث في العراق ... حدث في الاردن في حرب حزيران يونيو عام 1967 حيث هرب الجيش الاردني كله في اليوم الاول من المعركة ودخل الجيش الاسرائيلي الضفة الغربية دون قتال ولم يتمكن سكان الضفة من مقاومة الاحتلال لان الملك حسين وقبل الحرب بشهر واحد فقط حاصر مدن الضفة و امر قوات البادية بتفتيش مدن الضفة الغربية ومصادرة جميع الاسلحة الخاصة بما في ذلك سكاكين المطابخ ... ولما دخل الاسرائيليون اليها بعد هروب جيش الملك حسين لم يكن في الضفة الغربية كلها بارودة واحدة او " فشكة ط واحدة او سكين مطبخ يزيد طولها عن 4 سم .
* قلت له :انا هنا لا اتجنى على احد ... فالفريق مشهور حديثه الجازي قائد الجيش الاردني السابق اعترف صراحة في حوار مع محطة الجزيرة القطرية قبل وفاته ان قائد الجيش الاردني في الضفة الغربية " سبق جنوده الى النهر " على حد تعبير مشهور حديثة الجازي .
* في عام 1997 اصدرت مجلة " المجلة " اللندنية عددا خاصا عن حرب حزيران يونيو – العدد رقم 903 - وفيه نشرت المجلة رواية المقدم الاردني المتقاعد " غازي ربابعة " الذي كان خلال حرب حزيران يونيو قائدا لفصيل عسكري يتمركز في القدس وفي منطقة مندلبوم المتاخمة للجزء الغربي من المدينة المقدسة .... المقدم ربابعة الذي كان يفترض به ان يحمي مدينة القدس شرح للمجلة بالتفصيل الممل كيف هرب هو وقواته من القدس ومن الضفة الغربية بعد ان غيروا ملابسهم العسكرية واستبدلوها بملابس مدنية ودفنوا اسلحتهم وهربوا الى الضفة الشرقية ... ففي الصفحة رقم 31 من المجلة يقول المقدم " ربابعة " بالنص : " تمكنا في الليل من الانتقال الى مبنى اخر والتحصن فيه الا اننا سمعنا في الاخبار ان اليهود احتلوا مدينة اريحا وسمعنا خطاب الملك حسين الذي قال فيه : " قاتلوا بأظافركم وأسنانكم " وكان هذا النداء ينطبق على واقع الحال فقمت باخفاء الاسلحة التي بحوزة جنودي تحت المبنى كما قمت مع جنودي باستبدال ملابسنا العسكرية بملابس مدنية وطلبت منهم ان يتلمسوا طريقهم الى الاردن بعد انهيار الجبهة " .
* حكامنا اذن درسوا على مختار واحد ... وجيوشنا كلها تخرجت من نفس المدرسة العسكرية التي تخرج منها المقدم غازي ربابعة المكلف بحماية القدس والتي تؤمن بأن " الهريبة ثلثين المراجل " وهي النظرية العسكرية التي طبقها صدام حسين على اسوار بغداد التي بشرنا بانتحار الغزاة على ابوابها فاذا بهم يحتلون بغداد بدبابتين ... وعلبة ببسي .
* سألني جاري العجوز : وهل تعتقد ان امريكا سوف تقوم باسقاط نظام الحكم في الاردن ايضا كما فعلت في العراق ؟ الملك عبدالله صديق لامريكا وقد ساعدها في حربها على العراق وقدمت له مكافأة 700 مليون دولار ... فكيف تسقطه ؟
* قلت : الملك عبدالله لن يكون اغلى على امريكا من شاه ايران ... لقد كان الشاه اقوى حليف لامريكا في المنطقة ولكنه لما سقط رفضت امريكا السماح له بدخول اراضيها حتى للعلاج فمات الملك او الشاه في القاهرة ودفن فيها .
* لقد اصبحت امريكا اكثر قناعة بعد احداث سبتمبر ان انظمة الحكم العربية الشمولية والديكتاتورية والعائلية هي المسئولة عن هذا الحقد وهذه العداوة لامريكا التي تنتشر بين الشعوب العربية وتغذيها وسائل الاعلام العربية الحكومية ... بدأت الحكاية بتساؤل كبير ناقشه السياسيون واساتذة الجامعات ووسائل الاعلام الامريكية وهو : لماذا يكرهوننا ؟ وتوصلوا الى ان الشعوب العربية لا تكره امريكا وانما تكره حكامها ولكنها غير قادرة على مقاومة حكامها لذا حولت " جهادها " الى امريكا .
* امريكا تعلم جيدا ان 95 بالمائة من الشعب الاردني يكره النظام الحاكم ويكره امريكا لانها تدعم النظام الحاكم ... والدلائل والمؤشرات تؤكد كلها ان الولايات المتحدة سوف تختار جانب الاكثرية وانها ستفرض على النظام الحاكم في الاردن ادخال الديمقراطية بما في ذلك حق الانتخاب واختيار الشعب الاردني لقياداته واذا تم هذا لن يختار مواطن اردني واحد الملك عبدالله رئيسا او ملكا او حتى رئيسا لبلدية ... ففي الاردن الالاف من الرجال واساتذة الجامعات والعلماء وزعماء العشائر وحملة الشهادات العليا ممن يطمحون الى ان يقدموا خدمات لبلدهم ليس بينها سرقة اموال الشعب الاردني ... وبناء قصور لعائلة مالكة نصفها انجليزي ... والنصف الاخر امريكي ... ولا تتخاطب فيما بينها الا باللغة الانجليزية كما تقول ابنة عمهم الاميرة بديعة ابنة الملك علي في كتابها الاخير " مذكرات وريثة العروش " .
* قلت له : الشعب الاردني شعب طيب واصيل ... وتنتمي معظم العشائر الاردنية لقبائل عربية اصيلة ومعروفة في التاريخ وهم قطعا يستحقون نظام حكم افضل من هذا النظام الذي تديره اسرة تركية هاربة من السعودية ومخلوطة بدماء انجليزية ... يساعدها عدد من المرتزقة الدخلاء على الاردن الذين احضرهم الملك عبدالله الاول من الخارج واطلقهم على رقاب الاردنيين ... قلت له ان جميع المسئولين الكبار والتجار ورجال المال والاعمال ليسوا اردنيين ... الاردن بالنسبة لهم بقرة تحلب وارض تسرق وارصدة تكدس في بنوك اجنبية وعندما ينتهي اللصوص من مهمتهم يتركون الاردن خرابا يبابا ... تماما كما فعل علي غندور والجنرال عبود وسميح البطيخي و........ الخ وكلهم ليسوا اردنيين .

الحلقة الخاصة التي صورها الملك عبدالله لمحطة ديسكفري

كتب : أسامة فوزي
* شاهدت الحلقة الخاصة التي صورها الملك عبدالله لمحطة ديسكفري الامريكية وشاهدها معي ثلاثة من جيراني الامريكيين وكان انطباعهم عنها مقاربا للانطباع الذي خرجت به.... ونظرا لان الملك لم ولن يسمع - من حاشيته- غير الاطراء والمديح وعبارات الثناء فقد ارتأيت ان اسجل انطباعاتي عن هذه الحلقة كمشاهد اولا ثم كعربي تهمه ان يظهر الحكام العرب في الاعلام الخارجي بصورة لا تضر بهم وبأوطانهم .
اولا: لا توجد دولة في العالم تستخدم فيها طائرات سلاح الجو كوسيلة نقل خاصة للترفيه والاستجمام كما هو الحال في الاردن فطائرات الهيلوكبتر العسكرية التي ظهرت بالبرناج استخدمت لنقل الملك وصديقه المذيع الامريكي بيتر في جولة سياحية الى العقبة والبحر الميت وعجلون..... وكانت الملكة نور قد ذكرت في كتابها الذي صدر مؤخرا في امريكا انها والملك حسين استضافا عريسين انجليزيين ونقلاهما بطائرات سلاح الجو العسكرية الى البحر الميت لقضاء شهر العسل !! وها هو عبدالله يسير على نهج ابيه فيوظف الطائرات العسكرية التي دفع اثمانها الاردنيون ملايين الدنانير للدفاع عن اراضيهم في تنقلاته الخاصة للترويح عن المذيع الامريكي بيتر الذي كان عليه ان يستأجر من ماله الخاص وسيلة نقل بخاصة وانه يعمل في شبكة تلفزيون امريكية عملاقة لا يجوز ان ينفق عللى موظفيها المواطن الاردني الغلبان .
صديقي الامريكي الذي شاهد الحلقة معي ذكرني ان الكونجرس الامريكي (بهدل) الرئيس كلينتون لانه دفع مائة دولار لحلاق استدعى الى البيت الابيض لقص شعره مع ان سعر حلاقة الرأس لا تزيد - فيما لو ذهب كلينتون الى صالون الحلاق - عن عشرين دولارا!! فأين هذا من ملك عربي دولته فقيرة ونسبة البطالة بين ابناء شعبه تصل الى نسب خرافية ومع ذلك لا يرى حرجا في استعمال طائرات عسكرية مكلفة في تنقلاته الخاصة للترفيه عن الاخرين .
ثانيا: في الاردن قانون يعاقب كل من يتطاول على الذات الملكية بالسجن ثلاث سنوات وهو القانون الذي عوقب بموجبه الزعيم السياسي الارني ليث شبيلات والتطاول على الذات الملكية وفقا لهذا القانون يتراوح ما بين استخدام عبارات تسخر من الملك ... الى الكتابة ضده في الصحف ...ما رأيناه في هذا البرنامج هو تطاول على الذات الملكية بالمفهوم الاردني فالمذيع الامريكي بيتر كان يخاطب الملك عبدالله وكأنه (عيل) وكان يوجه اليه عبارات السخرية من مثل ( هيه ... انت هناك ... لماذا تضحك) او (انت ... لا تضحك) وكان يقولها بلهجة ساخرة لا يمكن لاي مسئول اردني صغير ان يتحملها فما بالك وهذه الكلمات موجهة الى الملك؟! وصاحبها رجل اجنبي يأكل وينام ويشم الهواء بطائرات عسكرية اردنية ... مجانا .
ثالثا: لا ادري لماذا نظن نحن العرب انه كلما تبذلنا ازددنا قربا من الغرب وانه كلما جلدنا انفسنا امامهم ازدادوا احتراما لنا ... فالبرنامج المذكور - مثلا- قدم مشاهد لقلعة الربض في عجلون ووصف القلعة بانها من القلاع التي بناها المسلمون وبدل ان يتحدث البرنامج عن صلاح الدين الايوبي او الدور الذي لعبته قلعة عجلون في الدفاع عن فلسطين ظهر الامير "علي" شقيق الملك على مشارف القلعة ليقول ان الاردن دولة منفتحة وغير متزمتة وكي يدلل على ذلك ضرب مثلا بحفل راقص كان يرعاه الملك في ساحة القلعة ... وكان الحفل ماجنا ومبتذلا زادت الكاميرا الامريكية في بلورة جانب الابتذال فيه حين صورت تقارب اجساد الراقصين والراقصات التي كانت تحتك بطريقة جنسية مثيرة على انغام موسيقى اجنبية صاخبة كانت تصدح في " القلعة التاريخية الاسلامية "..... لقد عرضت محطة ديسكوفري برامج عن القلاع والمعابد البوذية والهندوسية ولكننا لم نر في برامجها هذه ما رأيناه في القلاع (الاسلامية) التي يرعاها الملك واخوته من رقص مبتذل ومع ذلك فقد قوبلت البرامج (البوذية) باحترام وتقدير المشاهد الامريكي لانها تعكس جانبا من ثقافة اهلها بينما قوبلت مشاهد قلعة الربض (الاسلامية) بسخرية واستخفاف واحتقار المشاهد الامريكي .
رابعا: ظهر في البرنامج الملك واخوته الاربعة حمزة وعلي وهاشم وفيصل ... الملك ظهر في اكثر من لقطة وهو يسبح ويتسلق الجبال ويغوص تحت الماء .. والامير فيصل ظهر وهو يركب " جيت سكي" في العقبة وهاشم كان ينط من فوق شلالات وادي الموجب وحمزة كان يمارس هواية القفز بالمظلات ... وكان من المنطقي ان يسأل المشاهد الامريكي نفسه: من بقي في عمان اذن ؟... و من يحكم البلد اذن؟ فامراء العائلة المالكة كلهم بما فيهم الملك نفسه يستجمون في العقبة والبحر الميت ووادي الموجب حتى يصورهم ( بيتر) فمن يدير الحكم في عمان ؟ .... ثم : كم مواطن اردني يتمتع برياضة ركوب " الجيت سكي" الذي كان يركبه الامير فيصل في شاطيء العقبة والذي اراد من عرض حركاته البهلوانية فوقه ان يقول ان رياضة "الجيت سكي" معروفة عند الاردنيين!!
خامسا: اذا كان هذا البرنامج التلفزيوني يهدف الى تقديم صورة عن السياحة في الاردن فقد اخفق في تقديمها لان المواطن الامريكي لن يقطع المحيطات و يطير الى العقبة حتى يركب " جت سكي " ولن يدفع الوف الدولارات حتى يرقص في ديسكو ساحة قلعة الربض (الاسلامية)!!
البرامج السياحية المماثلة التي تعدها محطة ديسكفري عن بلاد العالم تعكس الجوانب التراثية والثقافية الاهم في تلك البلاد ولا معنى لاي برنامج سياحي عن الهند مثلا لا يشير الى "تاج محل" ... ولا نكهة لاي برنامج تلفزيزني سياحي عن مصر لا تكون الاهرامات جزءا منه ... فأين المعالم التاريخية والتراثية والثقافية في البرنامج السياحي الذي قدمته محطة ديسكوفري عن الاردن واستخدم فيه المذيع الامريكي " بيتر " طائرات سلاح الجو الملكي الاردني لشم الهواء.... ولعب فيه الملك واخوانه الاربعة دور الكومبارس !!!

رئيس الوزراء الاردني المطرود الى الاتصال

كعادته لجأ "علي ابو الراغب" رئيس الوزراء الاردني المطرود الى الاتصال بعدد من وسائل الاعلام حتى يروي لها حكاية طرده من منصبه والتي تمت بأسلوب غير مسبوق في تاريخ الوزارات الاردنية المتعاقبة منذ تأسيس المملكة فزعم انه هو الذي قدم استقالته الى الملك وهو ما تكذبه جميع الاخبار المتواترة من عمان ... بل وتكذبه الطريقة التي طرد بها .... والطريقة التي لجأ اليها الملك عبدالله في الاعلان عن طرده لرئيس وزرائه .... وهذه الاخبار هي الان حديث رجل الشارع في الاردن .... وحديث ليالي السمر في مقاهي عمان ... وحديث الصالونات السياسية التي يديرها عدد من السياسيين القدامى ومنهم من دعا الى حفل بهذه المناسبة ..... ومرد هذا الاهتمام بعملية طرد علي ابو الراغب من منصبه كره الاردنيين لهذا الولد التافه الذي وصل الى منصب رئاسة الوزارة في غفلة من الزمن وظل يركب على ظهرها ثلاث سنوات كاملة حتى ظن نفسه اهم من الملك .... ولم يصحو من حلمه هذا الا بسماعه خبر الطرد من الاذاعات والفضائيات فأدرك - بعد خراب مالطا - انه لم يكن اكثر من "نعل" في رجل الملك يخلعه متى يشاء وهذا هو حال جميع الذين تولوا منصب رئاسة الوزارة في تاريخ الاردن المعاصر استثني منهم اربعة هم سليمان النابلسي وهزاع المجالي ووصفي التل واحمد طوقان .... وقد قلت هذا لعبد السلام المجالي رئيس الوزراء السابق عندما التقيت به في منزل احد رجال الاعمال الاردنيين في مدينة هيوستون وبحضور خمسة عشر شخصا من ابناء الجالية الاردنية .... فغمغم المجالي قليلا قبل ان يوافقني الرأي ويحكي لنا حكاية العسكري الاردني " ميشو " التي سأرويها لكم في مناسة قادمة .
* ولكن : ما هو السر في ان الملك قرر طرد رئيس وزرائه بهذا الشكل المهين ورئيس الوزراء " يستجم " مع زوجته في جنيف ؟ ولماذا اتخذ الملك هذا القرار وهو في دبي .... وماذا دار في اللقاء الذي جميع الملك ببعض رجال الاعمال في دبي ثم ما هو مضمون المكالمة الهاتفية التي تلقاها الملك من اخيه الامير فيصل قائد سلاح الجو ونائب الملك والتي قرر الملك على اثرها طرد رئيس الوزراء وارسال وزير بلاطه الى عمان على اول طائرة ومعه قائمة بأسماء شخصيات اردنية كتبها الملك بخطه وقرر توزيرها .
* علي ابو الراغب رجل محدود الذكاء .... نجح دفشا في امتحانات الثانوية العامة وكل خبرته - قبل حصوله على الثانوية - كانت في باصات " ابو الراغب " التي تعمل على طريق السلط عمان .... فهو ابن سائق باص عرف ببخله الشديد وكان يشغل اولاده معه في قطع التذاكر للركاب حتى لا يوظف اخرين .... وامضى ابنه " علي " طفولته ومراهقته وشبابة على خط عمان السلط قاطعا للتذاكر ومناديا على الركاب .... ومقرمزا طوال الرحلة على درج الباص الموازي لاحذية الركاب .... لذا خرج الولد من مهنته بعقدة " الصرامي " وظن كثيرون انه سيعمل بعد تخرجه من الثانوية " دفشا " في محلات " باتا " للاحذية قبل انه يلحقه ابوه بالجامعة فيخرج منها مهندسا لم " يهندس " حتى زريبة .... لانه دخل عالم " المقاولات " حتى اصبح خبيرا بها .... وترقى بمهنته من مقاول بناء الى مقاول للاوطان .... وكان الرجل اضحوكة زمانه في البرلمان الاردني الذي دخله بسبب " الكوتة " العشائرية المعروفة التي حولت المجلس الى " حارة ابو عواد " وكان "علي ابو الراغب" يلعب فيه دور " سمعة " في الحلقات الاولى من الحارة .... اي عندما كان مثل " منصور " ابن الناظر في مسرحية " مدرسة المشاغبين " ..... ما بيجمعش !!
* لا ادري كيف تسلل هذا الابله الى مجلس الوزراء كوزير .... ولا ادري كيف " نط " الى منصب رئاسة الوزارة .... ولكن الذي سمعته ومن وزراء سابقين على معرفة بهذا الابله بأن المرحلة كانت تتطلب واحدا من طرازه .... ولما عجم الملك اعواده لم يجد " اضرط " من علي ابو الراغب...... فوزره .
* بعقلية المقاول شفط علي ابو الراغب ما شفط .... وحول مكتب رئاسة الوزارة الى " كراج " حتى زكمت فضائحه الانوف .... ووصلت الرائحة الى تجمعات رجال الاعمال في دبي الذين فاتحوا الملك عبدالله صراحة بموضوع رئيس وزرائه و" الشروط " التي يفرضها عليهم حتى يسمح لهم بالاستثمار في الاردن .... وظن المذكور لشدة غبائه ان ما فعله في بزنس التأمين والحديد والاسمنت في الاردن يمكن ان يطبقه ايضا على دول الخليج .... وبعد ان قدم رجال الاعمال الى الملك وثائق خطية حول رئيس وزرائه اتخذ الملك قرارا " مؤجلا " بطرد رئيس الوزراء واحالته الى التحقيق .... وكان القرار سيعلن في مطلع العام القادم .... لكن مكالمة هاتفية من الامير فيصل عجلت بقرار الطرد .
* من يعرف " علي ابو الراغب " عن كثب يعلم ان الرجل مصاب بمرض الحساسية من " الباصات " ووسائل النقل .... وحساسية من " الكنادر " التي عاش طفولته وصباه وهو ينظر اليها في باص ابيه ..... لذا عندما تلقى " عزومة " على " منسف " من النائب " عاطف الطراونة " اعتذر عن قبول الدعوة لان المسافة بين عمان والكرك طويلة وشاقة ومزعجة .... و " علي " يكره السيارات والباصات ويقال انه كان ينتقل من منزله الى مبنى رئاسة الوزارة والمسافة بينهما تقل عن ميل واحد على مراحل .... لكن وبعد الحاح " الطروانة " تفتقت قريحة " علي ابو الراغب " عن فكرة غبية وهي ان يركب الى " العزومة " طائرة بدلا من " باص " .... ولان الملك غير موجود .... ولان علي ابو الراغب نشأ في بيت ابيه على فلسفة " ان غاب القط العب يا فار " .... ولانه ظن انه اصبح رجلا مهما في الاردن .... فقد اتصل بسلاح الجو الاردني وطلب طائرة هليوكوبتر عسكرية حتى تنقله الى الكرك .
* مدير العمليات في السلاح ظن ان رئيس الوزراء بصدد القيام بمهمة ذات طابع عسكري تتعلق بأزمة "معان" فبعث اليه بطائرة حطت في محيط مبنى رئاسة الوزارة لتقل رئيس الوزراء وبعض المقربين منه الى الكرك .... ولما اكتشف الطيار ان دولة الرئيس طار الى الكرك ليأكل " منسفا " سارع الى الاتصال بمقر القيادة التي احاطت رئيس السلاح الامير فيصل علما بالموضوع فاستشاط الامير غضبا واتصل من هاتفه المحمول بالملك في دبي ليقول له " اخونا دولة الرئيس ركبناه على الفرس مد ايدو على الخرج " ..... فكانت تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير .
* الايام القادمة حبلى بكثير من المفاجات .... و" ابو الراغب " سيدخل سجن الجويدة قريبا ليس لان السجن " تهذيب واصلاح " وانما لان الشاعر العربي الذي قال : ما طار طير وارتفع ..... الخ .... كان - فيما يبدو - يقصد اثنين .... البطيخي .... وعلي ابو الراغب .... والله اعلم .